اتركينى الان يانفسى ّّّّّّّّّ!!!!

هوذا أنا هكذا يارب أتدخل باستمرار فيما لا يعنينى. لست أقصد التدخل فى شئون غيرى من الناس , كيف يتصرف , وكيف تتصرف أنت معه . ولو أننى أقع كثيرا فى هذا الخطا - وأنما أقصد تدخلى فى شئون نفسى . بينما هى امور لا تعنينى أنا بقدر ماتعنيك أنت ! ...

نفسى ليست ملكى , وأنما هى ملكك , أشتريتها بدمك الكريم فأصبحت لك . وليس لى بعد أن أتدخل فى شئونها , لأنك أنت تدبرها حسب مشيئتك الصالحة الطوباوية. على أذن أن أنظر وأمجدك .

متى يأتى الوقت الذى لا أتدخل فية فى شئون نفسى , وأنما أتركها لك : حيثما تسيرنى أسير, وكيفما تصيرنى أصير ؟ متى أرضى بحالتى التى أرتضيتها أنت لى , فلا ألح عليك فى تغييرها كأنك غافل عن صالحى ؟!

متى تتحول صلاتى من طلب إلى شكر ؟ أو متى أبحث عن شئ أطلبه فلا أجد , لأنى لست أجد شيئا خيرا لى الآن مما أنا فيه ؟ ...

متى يأتى الوقت الذى يصبح فية عملى الوحيد هو ألا أعمل شيئا , وأنما أترك نفسى فى يديك وأنساها هناك , ولا أذكر ألا هاتين اليدين اللتين جبلتانى وصنعتانى واللتين كنت تضعهما على كل واحد فتشفية .

متى أؤمن بك الأيمان كله , فأستامنك على حياتى تدبرها كيف تشاء , أنت ياصانع الخيرات , دون أن أقحم نفسى فى عملك هذا , وأتلصص متجسسا عليك لأرى ماذا تعمل بى !! وكيف تعمل !! وهل عملك مقبول أم لا؟! وهل يستدعى الأمر تدخلا منى أم لا يستدعى ؟!

آة يارب كم أنا وقح فى تصرفى معك , جاهل أنا وأتدخل فى أعمال حكمتك محاولا أن أوقفها لأنفذ مشورتى الغبية !! كم يكون أحكمنى لو أننى سكت وأخذت منك موقف المتفرج لا موقف الشريك . أذن لكنت أرى عجائب من حكمتك ...

أننى يارب أفكر كثيرا فى ذاتى , ولا أفكر ولو قليلا فيك .

أننى أثق كثيرا فى ذاتى , ولا أثق ولو قليلا بك . ذاتى هى صنمى , متى يتحطم لكى أعبدك العبادة الحقة ؟ إن كنت لا أحطم بنفسى هذا الصنم لكونه جميلا فى عينى , أو لكونه محبوبا لدى جدا , فتول أنت يارب تحطيمه , وعند ذلك لا يبقى لك منافس فى قلبى

فأحبك , ولا يبقى لك منافس فى ايمانى فأعبدك .

ولو كنت يارب أفكر فيك بقدر ما أفكر فى ذاتى , ولو كنت أعتمد عليك بقدر ما أعتمد على مقدرتى الخاصة , ولو كنت أحبك بقدر ما أحب نفسى , أذن لأصبحت مثل أؤلئك القديسين الذين أنكروا أنفسهم ليعرفوك .

متــــــــى تعـتقـنى يارب من ذاتى ؟ متـــــــــى ؟ لا لكى أصير قديسا , وأنما لكى أجدك .

متى تخرج من الحبس نفسى , وتطلق عبدك بسلام ؟ متى أضيع ذاتى من أجلك لكى أجدك ؟ وحينئذ أجدها فيك . متى أهلك ذاتى من أجلك ؟ أذن لكانت تحيا بك . متى أنظر إلى ذاتى فلا أجدها ؟ وأنما أجدك أنت . متـــــــــــى أنظر اليها فأراك ؟ وتصبح أنت لى الكـــل فى الكـــل وليس ســــــــــــواك .

هى تبيد وأنت تبقى , وكلها كثوب تبلى , وكرداء تطويها فتتغير . ولكن أنت أنت وسنوك لا تفنى .

قالوا لى : " أعرف نفسك " . وقالوا لى : " أدخل إلى ذاتك " .

آة يارب هى ذاتــــــــــى هذة هى سبب متاعبى كلها .. متى أدخل إليها فلا أجدها ؟! ..

كم مرة نظرت إلى ذاتى فوجدتها معلقة على الصليب بلا حراك .. فلما أمعنت النظر إليها , أبصرتك أنت ففرحت . لم أفرح بذاتى لأنها ورثت الملكوت وأنما فرحت بك لأنى وجدتك .

ويخيل إلى أننى سوف لا أجدك ألا هناك فى وادى ظل الموت , لأننى إن سرت فى وادى ظل الموت فأنت معى .

لقد خلقتنا للحياة , ولكننا بخطيتنا أخترنا لنا الموت , فإذ بك أنت البسيط الذى كل شئ طاهر قدامك , تقدس الموت وتجعلة لنا بابا للحياة .

" من وجد نفسة يضيعها , ومن أضاع نفسة من أجلى يجدها ".

" أنكر ذاتك وأحمل صليبك وأتبعنى
ن أجتماعى بنفسى هو الذى يعطلنى بالأكثر.
أننى أشعر أننى محتاج , بين الحين والحين , كلما أخلو إلى نفسى ,أن أقول لها :

"أتركينى الان , فهذا خير لنا "

أتركينى لكى أخلو باللة , وبهذا أستطيع أن أتمتع بوعدة من أن تثبتى فية .

فأجلس - لا مع ذاتى وإنما مع اللة الحال فى ذاتى ...


من قصائد البابا شنودة الثالث

ميرسى مارى ربنا يعوض تعب محبتك ياقمر

مرسي ماري يارب يبارك فيكي